عرضَ وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض التحضيرات والإجراءات التي قامت وتقوم بها الوزارة لرفع جهوزية القطاع الصحي الرسمي والخاص، في حال تطوّرالأوضاع جنوباً في ضوء أحداث غزة.
وقال الأبيض في مؤتمر صحفي عقده في وزارة الصحة: "أمام احتمال تطوّر الأحداث الأخيرة وتمدّدها إلى لبنان في ظل الاستهتار بالحياة البشرية والمنشآت الصحية، كان من الحتمي السعي إلى رفع جهوزية النظام الصحي في لبنان لمعالجة اي طارىء".
وأشار إلى أنَّ "غرفة عمليات طوارئ الصحة العامة في الوزارة، والتي كان من المفترض افتتاحها قريباً، افتتحت وبدء العمل لإدارة الأوضاع العملانية الصحية على الأرض".
ولفت إلى أنَّ "الخطوة الأساسية الآن هي التنسيق مع كافة الشركاء في القطاع الصحي سواء عاملين أم مستشفيات وشركات استيراد وتصنيع للمواد الطبية والمستلزمات، فضلاً عن الجهات الدولية كمنظمة الصحة العالمية، اليونسيف، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الصليب الأحمر اللبناني، الانروا، منظمة أطباء بلا حدود، مفوضية شؤون اللاجئين، المنظمة الدولية للهجرة، وغيرها وكذلك الجهات المانحة الداعمة للقطاع الصحي بهدف رفع الجهوزية وتحضير القطاع لأي طارئ".
وشرح الأبيض الخطوات التي قامت وتقوم بها الوزارة، فقال: "في موضوع الامدادات الطبية والبنى التحتية، نحن على تواصل مع الجهات المعنية بالصناعة الدوائية المحلية وبالاستيراد ونتأكد من الكميات المتوافرة من هذه الادوية أو المستلزمات".
وذكر أنه خلال مشاركته في اجتماعات منظمة الصحة العالمية في القاهرة "تواصل مع عدد من وزراء الصحة العرب وكذلك رئيس منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدحانوم غيبرييسوس، مما فتح المجال لاستقدام مساعدات يتوقّع وصولها نهاية هذا الأسبوع، ما سيسهم في رفع جهوزية المستشفيات ومراكز الطوارئ لتقديم للإسعافات الأولية أو التعامل مع الجرحى".
وأشار إلى أنَّ "الوزارة ستقوم بإرشادات وتدريبات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي، وتهدف إلى تهيئة القطاع الصحي في حال حصل أي ارتفاع لأعداد المصابين".
أما بالنسبة إلى المستشفيات، فأوضح وزير الصحة أنَّ "الوزارة على تواصل مع المستشفيات وقد تم الاجتماع منذ يومين مع المستشفيات الحكومية، وبالأمس مع المستشفيات الخاصة للإطلاع على احتياجاتها لرفع جهوزيتها في استقبال الجرحى والعمليات، وتم البحث في التغطية لهذه العمليات من خلال التواصل القائم مع الجهات التي تعنى بالتغطية الصحية خصوصاً لغير اللبنانيين".
وشدد على أنَّ "التنسيق في قطاع الصحة سيتم تحت ادارة وزارة الصحة العامة وبالتنسيق مع الوزارات الاخرى ومع مقدمي خدمات الرعاية الصحية والافرقاء في القطاع الصحي"، مشيراً إلى أنَّ "المنصة الاكترونية الموجودة في وزارة الصحة ستسمح بحسن استخدام الموارد المتوفرة البشرية أو الاستشفائية أو الصحية أو غيرها".
ولفت إلى أنَّ "الوزارة في طور التجهيز لحالتين: الأولى تتعلّق بالجرحى والثانية لضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية على جميع الأراضي اللبنانية في حال حصول أي نزوح داخلي من مناطق إلى أخرى".
وذكر أنَّ "التواصل سيكون بشكل دوري مع وزارة الصحة والتي ستحرص على اطلاع الجميع على أي جديد بشكل منتظم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي".
وإذ أمل "ألا تسوء الأوضاع"، أكّد "ضرورة وقف الاعتداءات واحترام النفس البشرية والابرياء"، مشدداً في الوقت نفسه على "واجب وزارة الصحة في رفع الجهوزية". وقال: "نحن لا نريد أبداً التسبب بقلق المواطنين ولكننا نود طمأنتهم إلى أنَّ مؤسسات الدولة تحاول رغم الظروف الصعبة القيام بواجباتها للحفاظ على الأرواح".
ورداً على أسئلة الصحافيين، قارن الأبيض بين عامي 2023 و2006، مشيراً إلى أنَّ "الأزمة الاقتصادية حدّت بشكل ملحوظ من إمكانيات المراكز الطبية والمستشفيات".